Sunday, 17 July 2011

حق الحلم بلا خوف

 المادة الاولي في الاعلان العالمي لحقوق الانسان تقول
يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء


اتسائل بادئا بنفسي عن كم حقوق الانسان الذي حاول الاقدر منا توفيره للاخرين في سنوات القهر الماضية فاجد انني والغالبية علي نهجي لم نبذل اي جهد في هذا الاتجاه. اكتفي اغلبيتنا ببذل اموال الزكاة والصدقة علي طريق اراحة ضمائرنا في حين غضوا النظر عن الضيم الذي رزح تحت وطأته الملايين. ان حقوق الانسان كما بالاعلان العالمي الذي صدر عن الامم المتحدة عام ١٩٤٨ انما يعبر في رأي عن الحقوق التي وهبها الله للجميع والتي صادرها ناس من آخرين وحجبها الاقوي عن الاضعف عبر السنين والتاريخ حتي اصبح البني آدم في احيان كثيرة يقبل بما ليس من حق غيره فرضه عليه وتطور حالة القبول لدي البعض فاصبحوا يرون الظلم علي انه العادي او المقبول غالبا لان كثيرون لم يعرفوا غير ذلك طيلة حياتهم


اعلان الامم المتحدة يتحدث عن حق الانسان في حرية التعبير والعيشة الكريمة التي تكفل له حقوق التعليم والعلاج بالاضافة الي حق الانسان في الحياة الآمنة دونما تهديد نتيجة رأيه او عقيدته . وحين اقرأ ما بالاعلان من حقوق اشعر بالخزي والحزن حين احاول ان استرجع نسبة ما تمتع به اغلبية الشعب المصري من هذه الحقوق خلال فترة حكم النظام السابق: لاجد دائما اجابة واحدة لتساؤلي الا وهي اقل القليل!! اذا كان النظام قد ترك ٤٠٪ تحت خط الفقر فقد ترك ٩٥٪ تحت خط المقبول من حقوق الانسان. ان اعلان الامم المتحدة (ومصر من الدول الموقعة عليه) به ٣٠ مادة ومن يقرأه بتمعن يجد اننا لم يتحقق لنا اكثر من ١٠٪ مما جاء به


من هنا اجد انه من الظلم ان يهاجم من كان اوفر حظا في ظل النظام السابق ، من يحاول اليوم ان يتنفس حريته التي لم ينعم يها في حالات كثيرة من يوم جاء الي دنيانا. ان اغلبية هذا الشعب حرمت مع سبق الاصرار والترصد وبقدر كبير من التعمد من تعليم محترم او علاج انساني او عيشة ومسكن مقبول (ولن اقول محترم) ومع هذا فهم في ثورتهم لم يؤذوا ولم يجيروا علي الغير فلماذا نستكثر عليهم ان يعلوا صوتهم؟ خاصة ان الصوت الذي يعلو غالبا ما يطالب بما فيه صلاح حياتنا وعيشتنا جميعا


اي دين سماوي يقول اننا نسكت علي الظلم طالما لم يصبنا مباشرة؟ واي عقيدة تقول اننا نختص بدفع الظلم عن انفسنا فقط دون اعتبار ما يصيب الاخرين؟ واي شريعة لا تدعو للعدل والمساواة وعدم التمييز بين البشر؟ الاجابة علي اي من هذه الاسئلة تقودنا ان سنوات السكوت والصمت والتقبل -طالما لم يصبنا غبن- انما سنحاسب عليها دون شك وان هذه السنين قد اثقلت موازين سيئاتنا لدي الغفور الرحيم 


لقد عاشت الاغلبية من ابناء مصر سنين وهي خائفة من شئ او اخر، خوف من التعبير ورعب من الانين مما يعانوه من ظلم وهذه هي الاغلبية الصامتة التي مضت في دنيانا تفكر وتدعو ان يمر يومها علي سلام ولم يكن لديها يوما حرية ان تحلم بغد او بعد غد يزينهما ابتسامة مخافة ان يكون هذا الحلم به نوع من التطاول علي ما قرره لهم النظام او تجاوز علي ما فرض عليهم ان يرتضوه من الامر الواقع


قبل ان يسرع من يبغي الهجوم علي  ما اعرضه ،الفت النظر الي ان نفس اعلان حقوق الانسان الذي اشرت اليه ينبه ان للحرية الانسانية حدوديتها من خلال عدم التعدي علي حريات الاخرين او التعدي علي خصوصياتهم او تعطيل مصالحهم. ما ادعو اليه هنا ليس قبول صراخ البعض من اجل الحرية دون تمييز او قبول التجاوز الذي قد يؤذي المصلحة العامة ؛ بقدر ما هو دعوة لتفهم موقف من حرموا القدرة علي الامل في غد افضل قسرا وعدوانا وهؤلاء هم اغلبية المصريين خلال العقود الثلاث الماضية


ان نجاح الثورة سيكون يوم ان نستطيع جميعا دون تفرقة ان ننال القسط الكافي من التعليم والصحة والحياة بعزة نفس مصونة لا يعبث بها احد او سلطة ؛ ولا تمس كرامة اي منا تحت اي مسمي او لأي سبب. حين يتحقق هذا سيصبح كل منا قادرا علي ان يحلم في امان ودون خوف او وجل. وكلما انتشرت القدرة علي هذا الحلم الآمن لدي جموعنا كلما كان نجاحنا في اعطاء كل انسان منا حقوقه التي استحقها عندما ولد ولم يمنحها اياه سوي الخالق سبحانه وتعالي


الرابط للاعلان العالمي لحقوق الانسان هو
http://www.un.org/ar/documents/udhr/


Link to UN Human Rights Declaration is
http://www.un.org/en/documents/udhr/

No comments:

Post a Comment