Sunday, 19 June 2011

Blinded with vision

Last Thursday was my eldest daughter, Nadine, graduation ceremony at AUC. A very proud and sentimental moment for every parent. And very proud and sentimental I was!!

Towards the end of the ceremony a graduate who is blind (visually impaired to be politically correct) was called to receive his certificate. He took his steps quite confidently and with almost no help from the companion to his side. His very sure steps got me thinking:

1. How sore or bitter could this young man be for not being complete?
2. How much faith did he have to use to get to where he is?
3. How many obstacles did he overcome during his path in a world not designed for him but rather for those who can see?

*(Imagine for a moment what he went through till he graduated!!!)

Without further analysis it is obvious that the likes of this young gentleman have a lot of faith and a lot of strength to overcome their handicaps. And it goes without saying that we can only but admire the likes of him. But then I thought we do applaud them but then very quickly set them aside in the rhetoric or keep them at bay as iconic or for reference. We don't really model around them but rather conveniently retrieve them from memory when we wish and need to sound wise.

The blind graduate studied and graduated as a political science major; so I envisioned how would he analyze where we are now or how he would look at what is happening in Egypt today since he has the degree to provide insight. I took note that his vision would have to be subjective and related to his personal experiences and challenges. Here is how I think he would envisage things:

1. Yes we have major obstacles and challenges ahead. Not a smooth ride for sure
2. And yes we are not totally equipped to address all the challenges that may impede us
3. However others with similar detterants managed to overcome the hurdles and they are now where we wish to be

So how would he go about it:

I think that he would first be relieved that there is a high level of awareness and thus a subsequent debate of the shortcomings and the obstacles. This is definitely a recipe for more faith that things cannot be worse but that we can only move forward coupled with a will of not to return to what we revolted against

He would agree we are not totally equipped for what is to come but would see it as only normal given the long time we have been living in the dark. The sudden light and its glare are causing a lot of us to feel that we cannot see or rather temporarily visually impaired. But take a short breath and you will find that we all have similar if not identical aspirations going forward: a strong Egypt. Now we may be in limbo regarding which route to take but we have a whole nation that is in motion and actively engaged in forging the future (whole for the skeptical ones is meant to signify a whole lot of us).

He would also cite the icing on the cake being that others got  to where we wish to be. How many of us now know the success stories of Turkey,Indonesia & Brazil among others. They had no hopes nor aspirations some years ago (a few years ago in the lengthy chronology of humans); so why are we looking down on ourselves with fear of being inapt to reach their feats? Why are we denying ourselves the right to dream of greatness? Why are we underestimating ourselves and our capabilities?

We have an advantage over the blind graduate; we can see the light. He, however, has a major advantage over all of us: he reached the light without seeing it !!!!

Consider this: let's be blinded with vision!!





Sunday, 12 June 2011

رسالة من عشوائي - بص لي








  سلامو عليكو

انا واحد من الناس اللي تحت خالص وعايشة معاكم في نفس البلد اللي هي مصر. انا عارف انكم عارفين اني انا وامثالي موجودين وعادة لما تيجي سيرتنا بيجيلكم واحد من شعورين

١. شعور بالقرف من جهلنا و القباحة اللي بنمثلها بالنسبة لكم

٢. شعور بالخوف اللي بيوصل لحالة رعب من اننا يوم نقوم عليكم ونهاجمكم ونعتدي عليكم

الحقيقة ان الشعورين مبررين وانا مش هاحاول اني الومكم انكم عندكم المشاعر دي لكن انا عايز اوصل لكم كم من نقطة كده تاخدوها في اعتباركم وانتم الاكابر بتوعنا اللي فاهمين ومتعلمين وبالذات انكم قادرين تتناقشوا في مستقبل البلد وشاغلين نفسكم بحاجات كتيرة وكبيرة احنا اصلا مش فاهمينها. انا قلت اسمعكم صوتي وصوت اللي زي يمكن تدلكم وتساعدكم وانتم بتتكلموا مع بعض

١. اول حاجة احب اوضحها ان احنا لما بنصحا الصبح بنبقي مركزين علي اننا نقدر نعدي اليوم علي خير. "علي خير" دي بتشمل حاجات كتيرة زي مثلا اننا نقدر نجيب اكل يكفينا احنا واللي احنا ملزمين بيهم - انا سمعت انكم بتجيبوا الاكل بالاسبوع وتحطوه في الديب فريزر وده طبعا احد احلامنا وعلشان مانبقاش طماعين ممكن الحلم نختصره ان يبقي عندنا اكل النهاردة وبكره لأننا ماعندناش تلاجة ولا ديب فريزر

٢. اليوم الكويس بالنسبة لنا بيكون لما يعدي من غير اهانة من حد وفي امان من غير ما ابني يضرب ولا انا اتاخد تحري علشان شكلي مش ولابد. بالمناسبة بخصوص شكلي انا نفس استحما كل يوم واغير هدومي كمان بس احنا لا عندنا مية حلوة ولا صرف وبالنسبة للهدوم ارجو الرجوع للنقطة اللي فوق اننا يادوب لاقيين ناكل 

٣. بالنسبة للجهل فده حاجة اتفرضت علينا وعمرنا ما اخترناها. لما رحنا المدرسة كنا كتير قوي في الفصل فمفهمناش حاجة وكان المدرس طلعان عينه زينا وماعندوش سبب يعلمنا وكان بيطلع زهقه علي انا واصحابي ضرب وبسرعة اهالينا احتاجونا نساعدهم نلم الفتات علشان نعرف نعيش؛ الكلام ده طبعا للي راحوا مننا المدرسة لأن كتير مننا ماخدوش الفرصة دي من اساسه

٤. لما بيجيلنا والعياذ بالله مرض موضوع العلاج ده بيبقي صعب شوية والدكتور اللي يشوفنا عادة حالته زي المدرس اللي بيدرسنا: مطحون وقرفان وايده مربوطة. اتصوروا ان ساعات مابنقدرش نجيب الدوا لأن برضه كتير مابنقدرش نجور علي اكل بقية العيلة فبنستحمل المرض علشان نتجنب الجوع

٥. اما موضوع البلطجية اللي مننا فاحب انبهكم اننا بنعاني منهم اكتر منكم لأنهم بيبتدوا بينا قبل ما يوصلوا لكم. يعني احنا حقل تجاربهم واتصوروا انكم ممكن ماتبقوش قادرين توصلوا بيوتكم علشان بلطجي شارب ولا ضارب قرر ان ماحدش هايعدي. لكن ارجو انكم تعرفوا ان اغلبيتنا علي الفطرة وطيبيين وعايزين نعيش في حالنا

طيب من كل اللي قلته ده احب اوصل لكم ان كتير مننا ماعندوش حلم (الا حلم عشا الليلة دي) وعلشان كده بنفكر في آخرتنا لأن  الدنيا من الواضح انها مش هاتبقي وردي بالنسبة لنا. علشان كده وعلي اد مخنا بنتجاوب مع اللي بيكلمونا عن ربنا والجنة وده بيخلينا متقبلين شوية الل احنا مضطرين نعيش فيه. ولما تيجي الانتخابات (وده موسم) بنقبل نبيع صوتنا لأن ده بيخلينا مرتاحين يومين وساعات اسبوع واظن ان ده مايخليقوش تهاجمونا وتقرفوا منا القرف ده كله

علي فكرة لما قامت الثورة وعلي قد مخنا حاسينا اننا هانطلع من الذل اللي احنا عايشينه كل يوم ولكن من ساعتها لدلوقتي مش حاسين بأي فرق؛ ورجعنا تاني للطحن ورجعنا تاني مش فارق معانا الا ان اليوم يعدي علي خير. بس كانوا يومين حلوين اللي رجع لنا فيهم الامل ولكن كأنك ياابوزيد ماغزيت واحمد طلع زي الحاج احمد والا احنا يمكن مش فاهمين او يجوز طماعين شوية

اللي عايز اقوله لكم يا باشوات وهوانم ان المشكلة بتاعتنا مش الليبراليه ولا المدنية ولا الكلام الكبير قوي اللي انتم شاغلين نفسكو بيه. المشكلة ازاي هاترجعونا الي عالم البني آدمين علشان نقدر نحلم زيكم وبعدين ولادنا لما يتعلموا يبقوا يقرروا ان كانوا عايزين يبقوا ليبراليين ولا احرار ديموقراطيين ؛ دول ولادنا ممكن حتي في يوم من الايام لما يتعلموا كده كويس ان شاء الله يهتموا بحقوق الحيوان زي ماانتم بتعملوا: قادر يا كريم

نفسي اشوف او اسمع حد بيعمل خطة تخليني اقدر احلم من تاني. أي حلم علي فكرة: غير اني احلم باكلة كويسة







 ممكن اسألكم ولو فيها بجاحة : هو انتم بتحلموا بإيه؟







والسلام امانة

Sunday, 5 June 2011

اخر يوم " - في ذكري خالد سعيد"



مازلت اتصفح الفيسبوك علي الكمبيوتر بعد ان شربت قهوتي في مقعدي المعتاد بالانترنت كافيه؛ حين شعرت بأن احدا حولي ينظر الي او يراقبني. رفعت رأسي لاجد شخصين اشعثين متجهين نحوي. كانت ملامحهما تدلان علي انهما ليسا من زبائن المكان ولم اتحير طويلا كي ادرك انهما مخبران شرطة؛ في سري قرأت الفاتحة ودعوت ان تمر الامور علي خير. حين انتهت رحلتهما بالوقوف فوق رأسي عاجلني احدهما قائلا: "قوم يا روح امك". لم تعجبني لهجته ولا قوله فقلت له الا يدخل امي في الموضوع وانا اسألهما لما اقوم. رد أحدهما بمزيد من التبجح:" علشان نفتشك يا ابن ال...." . صوته القبيح كان قد لفت نظر كل الحاضرين الذين التفتوا الي حيث اجلس مراقبين تطور الموقف بيني وبين  الغوريلاتين المتنكرتين في صور بني آدمين والواقفين امامي. اعترضت مرة اخري علي سبابه وتحديتهما برفضي الوقوف لهما. لم تكن خطوتهما التالية كلاما اذ مدا ايديهما في آن ولحظة واحدة ليجذباني من قميصي عند مؤخرة رقبتي لأجد نفسي مشدودا قصرا و بعنف نحو الباب. اثناء الرحلة القصيرة من مقعدي الي باب الكافيه عاجلاني بصفعة او اثنتين وكأنهما يبطلان مقاومتي و مع الصفعات تزامن وابل من القدح واقذع الالفاظ؛ لم ادري لما لم يسارع احد من الجالسين لنصرتي: اهي المفاجأة ام ان صوت الصفعات جعلهم يؤثرون السلامة؟ 
حين خرجنا من الباب دلفوا بي الي مدخل العمارة المجاورة، لم يعد هناك مجال لاعترض علي شتائمهم المقذعة وسبابهم المتوالي فقد فاقه الضرب المبرح الذي بدأوا يناولنني اياه في تناغم وشره حيواني، صفعة تلو الصفعة وضربة مؤلمة تلو الاخري. لم استطع ان اقرر ان كان الالم الجسدي اشد ام ان الاهانة المعنوية هي التي كانت تعتصرني، بدأت قواي تخور فلم اعد قادرا حتي علي رفع يدي لادرأ ما يكيلونه لي من ضربات؛ اختلطت بداخلي اصوات صفعاتهم علي وجهي وجسدي مع تأوهاتي التي لم اعد ادري ان كانت بداخلي فقط ام ان غيري يسمعها. في لحظة ازداد فيها حنقهما امسكا برأسي واندفعا بي نحو باب العمارة الحديدي: آه...آهههه... آه. اي الم؟
 احسست بدمائي تغطي وجهي وحلقومي يبتلع لساني ومن بعده اسناني التي تكسرت.يبدو ان الوحشين اعجبهما اثر ارتطام وجهي بالحديد فآخذا يكرران خبط رأسي مرة تلو الاخري ثم من جديد ثم الي مزيد مرارا وتكرارا دون آدمية ولا احساس ممن لا مشاعر لديهم او ممن ماتت انسانيتهم من امد بعيد. لم اعد احس وجعا وكأنما الالم قرر ان يرحمني فبدأ يخدرني؛ لاول مرة ادرك ان قمة الالم ماهي الا توقف الاحساس به؛كم انت رحيم يارب. احسست بهم يجران جسدي علي الرصيف؛ الطعم في فمي خليط من الدم والاسفلت وكثير من المرارة؛ والسؤال في ذهني مازال: لماذا؟ اظن انهم ادخلوني سيارة ثم مالبثوا ان اخرجوني منه، لم اعرف اين ذهبنا ولكنهم بدأوا من جديد في الضرب دون تمييز ودون رحمة. لا ادري ان ادركوا اني قد فقدت كثير من الاحساس وان انفاسي قد بدأت تنسحب رويدا رويدا من جسدي. لم اعد اشعر بشئ وتوارت آناتي خلف دوي  تكسر ضلوعي وعظامي واختلطت بداخلي آهاتي مع آهات كل جزيئ في جسدي وكأني وجسمي غدونا في حالة انفصال .حين تلقيت ضربتهم الاخيرة ادركت ان هذه آخر لحظاتي في هذه الدنيا التي وددت لو انني تمتعت بعيشها آمد اطول. انفاسي مازالت تتثاقل واحاسيسي تتواري وكأن قدرات الحس عندي في طريقها للانغلاق؛ لم تعد العين تري وكاد القلب عن النبض ان يتوقف،ظلام دامس احاطني وان رأيت في آخره خيط نور رفيع. فوجئت باحدهما يفتح فمي ويمد اصبعه الغليظ داخله تاركا شيئا في حلقي قبل ان يلموا اشلائي ويدخلونني في السيارة ليرموني من جديد امام المقهي الذي بدأت منه رحلة وداعي لدنياكم
 صارعت وانا ملقي علي الاسفلت في يأس محاولا التنفس ولكني لم املك سوي الحشرجة التي صاحبتها ارتعاشة
في كل جسدي لم البث ان رحت بعدها في سبات عميق تبعه سكون وراحة وسلام تملكونني ليحلوا مكان الالم
 


انا اسمي خالد سعيد وهكذا قتلت.. تذكروني ولا تجعلوا ام اخري يفطر قلبها او تتحسر  لأن ابنها مات موتتي