هذا المقال كتبته ونشرته في ١٠/٤/٢٠١١
اسبوع ملئ بالاحداث جعلتني لا اتوقف عن التفكير. وانا احاول ان اكتب هذه الافكار بذلت مجهودا ان اربطها ببعضها ولكني لم اجد رابط معين فكان ان
قررت ان اسردها طبقا لتزامن وقوعها
"يعني ايه ليبرالية يا باشا"
كان هذا هو السؤال الذي وجهه الي السائق حين سمعني اناقش صديق لي علي الهاتف بخصوص الاحزاب الجديدة. حين بدأت افكر في الاجابة المناسبة لأجيبه تواردت علي المعلومات التي اتخمت بها رأسي عن الليبرالية بدءا من جون لوك ابو الليبرالية مرورا بالنداءات الليبرالية التي تملأ مصرنا هذه الايام. وجدت نفسي اشرح له ان الليبرالية هي احدي التحسينات التي ادخلت علي الديموقراطية لكي يكون هناك ضمانات للاقليات ضد جور الاغلبية حتي وان كانت الاخيرة منتخبة. شرحت له ان اصل الكلمة معناها الحرية وانها مرتبطة في الاساس بحرية الفرد الذي يولد حرا ولا يعطي هذه الحرية لأنها حق اصيل لا يؤخذ ولا يعطي. شرحت له ان هذه الحرية معطاة للجميع في جميع الاديان السماوية وان الاسلام بالذات دين حرية وان نزوله كان علي مجتمع جائر به عبودية وان هذا المجتمع حرره نزول الاسلام. كنت احاول ان ارد دون ان يسأل عن السبب في تكفير البعض لليبرالية ان كانت هي دعوة لحرية شرعتها واكدتها الاديان السماوية. حين انتهيت من شرحي يدأت افكر لما يكفر البعض الليبرالية وما هي السلبيات التي يرونها فيها. وجدت ان التخوف الاساسي لهؤلاء هو الحد الذي ممكن ان تصل اليه التطبيقات الليبرالية او بمعني اخر الحرية الزائدة عن الحد للفرد: تخوفهم مثلا من ان نصبح مجتمع يقنن الشذوذ الجنسي مثلما هو الحال في الغرب او مجتمع يقر الاجهاض او غيره مما لا يتسق مع مثلنا وانا هنا اتكلم عن مثل مصر المسلمة والمسيحية التي في اخر الامر لا تختلف في هذه الامور. كم من عائلة قبطية هاجرت ثم عادت حين كبرت البنات ووصلوا لسن الخطر وكم عائلة مسلمة كانت معهم علي نفس طائرة العودة ولنفس الاسباب. اذا فانا اظن ان اكثرنا مناداة بالليبرالية لا يريدها بأي حال من الاحوال مطلقة بل يريدها حامية لحقوق الفرد دون تطرف لهذه الحقوق. حينذاك قررت ان ابدأ في استقراء برامج الاحزاب "الليبرالية " التي بدأت في الاعلان عن نفسها مثل الحزب الديقراطي الاجتماعي وحزب المصريين الاحرار والاحزاب الاقدم مثل الوفد والغد.... وجدت ان مجموعة البرامج في منتهي التشابه وان لم اجد في ايهم طرح مباشر في تطبيق نموذج مصري لليبرالية. ولعل هذه نقطة نحتاج ان يتطرقوا لها وان يحدثونا الي اي مدي ينوون فتح سقف الحريات. الاغرب ان اثناء بحثي راحعت برامج حزبي الوسط والعدالة والحرية (احزاب الاخوان) فوجدتها شبه متطابقة مع برامج الاحزاب السابقة في دعواهم لدعم الحريات الفردية والمجتمعية بل ان الاشارة للاسلام في برامجهم شديد العمومية ولا يتعدي ذكر كلمة الاسلام او مشتقاتها اكثر من ثلاث مرات في كل برنامج ان لم اخطئ. غالبا لجأوا لذلك كي يجاز الحزب حين يعرضوا علي لجنة الاحزاب او لكي يوسعوا دائرة معجبيهم ويجهزوا الحجة لمن يناقشهم ممن يعارضوهم بانهم دعاة حرية مثلهم! هنا استوقفني شكي في اغراضهم؟ تفكرت فوجدتهم سبب هذا الشك المستمر بتقلب مواقفهم الدائم والصفقات التي نسمع انهم دائمي ابرامها ولكني توصلت اننا لا يجب ان نرفض ما يقولون لأنهم قائليه بل يجب ان نسمع وان نستمر متيقظين لنواياهم وان نواكبهم فيما يتفق ويتسق مع ما نراه فيه مصلحة الوطن تماما كما دعي صديقي الدكتور ناصر جمال لأن نتحاور جميعا وان نسمع بعضنا. ابن اخي نبهني الي انه درس في احد كورسات العلوم السياسية في امريكا ان الحوار السياسي المجتمعي في اغلبيته (٨٠٪ منه او اكثر) مثل الرسم البياني علي شكل جرس
bell shaped graph
ولكن الاصوات الاعلي هي اصوات اقصي اليمين واقصي اليسار التي تستمر في الصياح حتى نخالها غالبة. نحن في حاجة شديدة لأن
١. نسمع بعضنا
٢. نسمع كل الاصوات حتي وان لم يعجبنا مصدرها
٣. ان لا نخاف من تبني رأي حتي ان كات قائله من ليس في صفنا
٤. والاهم بالنسبة لي هو حاجتنا الشديدة الي تمصير ما ندعو اليه. لا يجب ان نأخذ الشئ الذي ندعي اليه علي شاكلته. وعلي فكرة هذا ينطبق في الاتجاهين فلا نحن بحاجة لافكار شديدة الغربية من امريكا ولا نحن في حاجة لافكار وهابية من السعودية: نحن في
حاجة لافكار مصرية الهوية والمضمون
ان تاريخ الثورات والشعوب يشير ان الانتخابات القادمة لن تفرز جبهة ذات اغلبية واننا سنحتاج حكومة وحدة وطنية تكون نتاج حوار وطنى علينا ان نبدأه من الان من واقع تقبل لجميع القوى الوسطية
ثم جاء خبر تحويل عدة من اساطين النظام الي سجن المزرعة ليثلج صدري فاعتراني الفرح كطفل صغير ومع الفرح كان كثير من التشفي (ولست آسف علي هذا) و مع توارد الاخبار بدأت التساؤلات والتعليقات من جديد:
١. هو كل اربعاء وخميس يعطونا كبش؟ والاحابة بسيطة ولما لا طالما نحصل علي ما نريد
٢. ولكنهم محبوسون للكسب غير المشروع؟ مبدئيا هم محبوسون وقد تكون هذه خطة الجيش ان يتم حبسهم حتي ننتخب الرئيس والحكومة التي تسن لهم قوانين المحاسبة علي الفساد السياسي وتعاقبهم عليه. ليست مهمة الجيش الان التشريع الجديد لانهم ان حاولوا ستختلف الاراء. ربما يكون هذا تفكيرهم وربما علينا قبوله . ان سجن رموز الفساد لاي سبب انتصار وهم من كان لا ضابط
لهم منذ اقل من شهرين ام نسيتم انها كانت اسماء نخاف انتقادها بصوت عال
٣. ثم اننا ان اردنا السرعة كان من الممكن ان نذهب الي منازل هؤلاء ونجرجرهم علي سلالمها ونمثل بهم مثل ثورات الرعاع ولكننا اخترنا ان نكون ثائرين متحضرين فاختلفنا فى اجواء حرة واستفتينا علي الدستور واخترنا ان نسير بالطرق القانونية ولنذكر كم عانينا جميعا من محاكم ثورة عبد الناصر ورفاقه
٤. نعم هناك تأخير لا يستطيع الجيش نفسه انكاره ولكنه تأخير لأن المواقف تتغير ولأن الحسابات تميل ناحية رغباتنا نتيجة صلابة
موقفنا واصرارنا. اظنهم كانوا يخططون انهم سيستطيعون تسيير الدفة وتمرير بعض الامور بطريقة معينة ثم حعلناهم يكتشفوا اننا نريد الامور علي شاكلة اخري فهاهم يصلحون المسار: ببطء ولكن في الاتجاه الذي نريده
الجيش الجيش الجيش: هذا هو الهاجس المسيطر علي كل الافكار طوال الاسبوع. سأقتبس من الدكتور معتز عبد الرحمن حين قال ان الجيش هو حاليا هو اخر عامود قائم في بيت آيل للسقوط... فاسألكم الان من يريد هدم البيت علي رأسنا؟ اين كان الضابط المقيم في النرويج وفيديوهاته منذ بدء الثورة ولماذا لم يراسلنا الضابط شريف من تكساس قبل الان؟هل نحن في حاجة الي ادخال الجيش في صراع... هو جزء من المشهد دون شك ولكن الذكاء ان لا نجعله طرفا قدر الامكان. ان الجيش بطبيعته ميني علي سياسة ضبط وربط دون مناقشة ولكننا نجحنا في ان نجعله يستمع ويستجيب وهذا ما يجب ان نستمر فيه. ولكن الجيش ان سكت علي ان يظهر ضباط بلباس عسكري في مظاهرة فلنقل علي البلد السلام وقبل ان تنتقدوا مااقول ردوا علي الاتي: اين جاويش الحيش الامريكي الذي سرب وثائق الويكيليكس التي سلتنا وملأت اوقات فراغنا الاشهر الماضية: نعم!!!! في السجن العسكري في بلد الحريات امريكا!!! و ذلك لأنه خالف القانون العسكري
اخطأ المعتصمين مرتين
١. حين اعتصموا.. ولماذا لا نستطيع ان نقف عند حد معين في الرسالة التي نبغي ارسالها؟
٢. واخطأوا مرة ثانية حين التفوا حوال الضباط المعتصمين رافضين تسليمهم. اتحفنا احد شباب الثورة (الذين انتقدهم هنا لأول مرة )بأنهم كانوا ضد الاعتصام ولكنهم قرروروا الاعتصام من باب الجدعنة والشهامة... هذا يدخل تحت بند السذاجة ولا يمت بصلة للسياسة التي نريدهم ان يتولوا قيادتنا فيها ؛ من قادونا للحرية يجب ان يكونوا اعمق فكرا من هذا. ثم اسألهم ان ينقوا طلباتهم في ضوء نتيجة الاستفتاء لأننا لا نستطيع الان ان نطالب بما طالب به من قالوا لا (وانا افخر ان كنت منهم) لأن الديموقراطية لاتسمح بهذا ييجب ان نكرس طلباتنا فيما لم نستفت عليه: فلا مجلس رئاسي ولا تعديل في اعلان دستوري
حين تتوالي الاخطاء من طرف لابد ان يفقد الطرف الاخر كياسته ويبدأ في الخطأ؛ هذه قوانين خناقات الشوارع. ان الضغط علي الجيش مطلوب ويجب ان يستمر ولكن دون المواجهة؛ ليس خوفا من العنف فالجيش المصري لن يكون عنيفا عن عمد مع شعبه ولكن درءا لعناد ومواقف يصعب حلها و تقف الكرامة والكبرياء دون حدوث تنازلات من اجل تسيير الامور. علي كل من يجد في نفسه ثائرا ان يتذكر ان الشعب كله ليسوا ثوار وان بيننا من هو ليس مرتاحا وبيننا من هو ملتاعا واننا يجب ان نأخذهم في الاعتبار حين نتحرك ونفعل اننا في
مرحلة حوار وسياسة وتفاوض ولسنا بحاجة الي مواجهات لم ندعي اليها
في وسط هذا وذاك قررت الجماعة الاسلامية (مغتالي السادات كي لاننسي) ان تقيم اجتماعها في الاقصر بجانب ضريح ووسط اثار الكفرة لتعلن نبذها للعنف وانها تشجع السياحة ...ياسلام وعجبي وتحيا مصر التي لن تكف عن مفاجأتنا دائما... بعدها بقليل اعلن الدكتور عصام العريان ان الاخوان يريدون دولة مدنية!!!! طيب هو احنا مختلفين علي ايه؟ تذكرت الداعية الاسلامي معز مسعود وهو يقول ان اغلبية السيدات الغير محجبات ٩٠٪ منهم باحتشامهم في حكم المحجبات اصلا الا شعرهم... يبدو اننا جميعا متفقين فيما نريد بنسبة ٩٠٪ ايضا ان خلصت النفوس... افلحوا ان صدقوا
الفكرة الاخيرة وسأكون موجزا تبدأ من الطرح بأن التغيير اصعب من التأكيد و التمسك بالموجود: كلامي هذا بالاشارة الي المادة الثانية للدستور التي اري في رأي المتواضع انها لن تتغير وان كنت اري انها يجب ان يضاف اليها ان لاصحاب الديانات الاخري الرجوع الي شرائعهم فيما يخصهم. ولكن هذه المادة ليست موضوعي هنا بل موضوعي هو المادة الثالثة التي تنص علي
السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها، ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين فى
الدستور
في رأي المتواضع ان هذه المادة هي ما يجب ان نكافح من اجلها وان نرفض ان تتغير بأي شكل من الاشكال
مش ليبرالية المادة دي يا باشا برضه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
No comments:
Post a Comment