استوقفتني في الفترة الماضية بضعة مقولات قالها من قالها من عظماء التاريخ وجدت فيها ما انتشلني من حالة احباط مررت بها ولعل كثيرا منا داهمهم احاسيس تشاؤم ويأس من مجريات الامور وسيرها في مصرنا. حين نتملي في المقولات التالية نجد فيها تفسيرات لما يدور حولنا ودفعة اكيدة للتفاؤل بما هو قادم
لا تستوحشوا طريق الحق لقلة السائرين فيه
الامام علي بن ابي طالب
طريق الحق الذي يشير اليه الامام علي هو نفس الطريق الموحش الذي سلكة الرسل والانبياء الذين كانوا بين قومهم ثوار آتون بما لم يعهد وما يهدد استقرار اممهم. من سيدنا ابراهيم مرورا بسيدنا موسي وسيدنا عيسي عليهم جميعا السلام وصولا الي سيدنا محمدا عليه الصلاة والسلام كلهم دون شك اعتبرهم سادة اقوامهم ثوار ودعاة فوضي وفوضوية. كلهم كلوا وشقت عليهم الايام وهم الذين كانوا يدعون الي الحق ويمهدون طرق الايمان. ولكي لا ينفعل احد او يسئ تفسير ما اقول فانا لا اقول ولا ادعي ان ثوار مصر الحاليين انبياء ولكني اراهم دون شك علي طريق الحق الذي بدايته دوما موحشة
ليس من يصغي للحق باصغر ممن ينطق به
جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
مقولة جبران تجعل كل منا يجتهد ويجاهد بما يستطيع فحتي الاستماع الي الحق جهاد ومجهود مراد ومستحب. اليأس والقنوت سلبية آن لنا جميعا ان ننفض غبارها وان نحاول مهما اشتدت الامور وان حلكت الظلمة علي الدرب في احيان
من رضع من ثدي الذل دهرا
رأي في الحرية خرابا وشرا
محمود درويش
كلما غلي الدم في العروق من التعليقات المستظرفة للراقدين علي اطلال الماضي والمستدعين لما ولي وعودتهم للظهور بعد شهور من ايثارهم السكون والسكوت ؛ أقرأ واعيد قرأة ما سطره درويش فاتفهم دوافعهم بل واضحك علي ماهم قائلين. ان كل ما يجري حولنا وإن رأيناه غريب انما هو في الاخر طبيعي وشديد الاتساق مع طبائع بني ادم التي تطوق دائما الي ما تعودته وان كان به ضيم من فرط خشية المجهول وكراهة تغيير المعتاد وان كان ظالما ومظلما
قالوا أارهنت دما فقلت ارهنت ثقة
عند الذي اعرفه برحمة وشفقة
جلال الدين الرومي
وكيف لا نراهن ونثق في الله وما هو مقدره لنا. ان ايماننا بالله واستعادة شريط سير ونجاح الثورة يوكد لذوي العقيدة ان المقدر خير ولا شئ الا الخير. قد تتأخر نتائج وقد تسير امور وقتا في غير اتجاه مستحب ولكن في الاخر بفضله وكرمه وايماننا وتسليمنا بما كتبه الله لنا لابد و اننا مدركين ما نرنو اليه
صديقان لي كتبا ما اعادني الي تفاؤلي حين غصت برهة في غياهب الاحباط
اولهم الدكتور ناصر جمال حين قال
مخضوضين ؟؟ متشائمين و مكتئبين ؟؟ علشان البلد خربانة و فوضى و قلة أدب؟؟ مع الأسف هو ده الواقع المر اللى كان مستخبى عننا, صنع ايادى مباركة اللى ضحكت علينا و فهمتنا اننا عايشين متهنيين و فى امان !! مصر كانت بتعانى من خراج مقفول بينقح عليها , الثورة اختارت تشق الخراج المزمن ده, فخرجت منه نافورة صديد متحوِش جواه (و دى حاجة كويسة) بس للأسف ريحته تقرف (و دى حاجة مش كويسة بس لازم نستحملها), لغاية الخراج ما ينشف لازم احنا كمان ننشف و يخف, (مش دمنا هو اللى ينشف) و مانقرفش زى فؤاد المهندس و نقول "اسانس اوووففف !!"
ياريت ما نخليش السلبيات تسلبنا الايجابيات !! الشىء الرائع هو ان المصريين بقى قلبهم على بعض و بيحسُوا ببعض و تشهد على كدة "اللجان الشعبية" اللى حمت الشارع المصرى و حمت بيوتنا و حسستنا ان اماننا الحقيقى هو فى أخونا و جارنا البسيط, أكتر من الجهات المسئولة عن حمايتنا و حماية بلدنا...و تشهد فرحتنا لما بنعرف ان عيال مخطوفين رجعوا لحضن أهاليهم مع اننا ما نعرفهمش... و يشهد حزننا على اى مصرى اتقتل او اتعور او حتى اتسرقت عربيته مع اننا برضه ما نعرفوش...يشهد رفضنا لمحاولات زرع الفتنة بين الاخوات...و يشهد احساسنا بالفقير و تحركنا للمشاركة فى التخفيف عنه ... يشهد خوفنا على منشآت بلدنا لأنها بقت فعلا بلدنا...و يشهد ميدان التحرير على صوت الحق اللى عمره ما هيموت.
حاجة من اتنين !! اما اننا ننضَف بيتنا من الوساخة او نضحك على نفسنا و نغطى الوساخة وننام جنبها ... الخراج لازم يصفِى و مصر لازم تنضف و تشفي, و لازم أهل مصر يستحملوا و ساعتها هنقول لها حمد الله على السلامة يا أحلى مصر... المهم اننا نقلع فورا "الروح الانهزامية" المدمرة و المعدية اللى عايشة جوانا... مصر عطشانة لكل نقطة مية, لكل كلمة تشجيع.
حاجة من اتنين !! اما اننا ننضَف بيتنا من الوساخة او نضحك على نفسنا و نغطى الوساخة وننام جنبها ... الخراج لازم يصفِى و مصر لازم تنضف و تشفي, و لازم أهل مصر يستحملوا و ساعتها هنقول لها حمد الله على السلامة يا أحلى مصر... المهم اننا نقلع فورا "الروح الانهزامية" المدمرة و المعدية اللى عايشة جوانا... مصر عطشانة لكل نقطة مية, لكل كلمة تشجيع.
مصر في مرحلة نقاهة ستطول لأن الجرح متقيح ورائحته فجة كما شخصها الطبيب البارع ناصر جمال ولكنها اكيد ستعيش وتشفي طالما حولها اولادها المحبين
والتعليق الثاني كان لصديقي علي مرعي الذي يأس يوما او بعض يوم ثم عاد ليقول
wrote a post yesterday that was about "giving up"... Today after some discussions with fb friends I have come to realize that ..... This is NOT AN OPTION. I (We) bear responsibility to each other and to our EGYPT to make sure we move forward, progress develop even flourish! Gandhi is right... Be the change you want to see in the world. Egypt is full of "pockets of greatness" which can influence, grow, make a positive difference (even if tiny; the ocean is made of many drops) My friends you, me, we can change Egypt for the better. We can defeat the "corrupt and sick" ideology that is out there! We can hold our Parlement, Government, Society, Community etc Responsible for their Actions! We can be the checks and balances! We CAN....... Simply Because We HAVE to! "If it's meant to be then It is up to me :-) " Yala let's GOOOOOOOOOO ...Make a difference anyway anyhow anyplace :)))))))
صدقت يا علي فالمثابرة والايمان والمحاولة ليسوا اختيار بل فرض علي كل منا في مكانه وان حاولنا جميعا فلابد اننا ناجحين ومحققين ما نصبو اليه وان لم نراه في حياتنا فعلي الاقل نكون اسسنا لجيل ابنائنا ...الا يستحقوا؟