Wednesday, 14 September 2011

عايز المحور سالك

صديق لي من محبي الثورة وكارهي الثوار فاجأني هذا الاسبوع بأن اعلن انه لا يريد حرية ولا عدالة اجتماعية ولا كرامة ولا ديموقراطية؛ فقط يريد ان يكون محور ٢٦ يوليو سالكا طول الوقت!!! تخيلتني في حوار معه اسأله


١. هل لديك خطة كيف نجعل المحور سالك؟
٢. هل انت الوحيد الذي تريد هذا المطلب ام ان هناك مجموعة او تكتل ورائك؟
٣. هل ستكتفي باعلان هذه الرغبة وتكتفي بتعليقات اصدقائك المؤيدة والساخرة وكثيرا من ال"لايك" ام انك ستفعل المزيد؟


اجابات صديقي المتوقعة لهذه الاسئلة كما اراها ستكون مليئة بالسلبية فسيكتفي كما يكتفي كثير منا بأن يقول مقولة تزيد من معجبيه ولدينا جميعا القدرة علي سرعة التخفي وراءالاسباب التي لا نمل رصها من سوء حالة البني آدم المصري بداية من مقولة الزعيم سعد زغلول بأنه مفيش فايدة (ان كان قالها) ونهاية بكم الامثلة التي يدفع بها البعض لاثبات هذه الحقيقة من خلال افعال حدثت خلال السبع اشهر التي مضت منذ ثورة يناير. لست بصدد الدفاع عن كيان البني آدم المصري والذي اراه متميزا قياسا  بما تعرض له من تخريب منهجي مستمر ومدمر طيلة العهود السابقة؛ ولا ان ما رأيناه في الاشهر الماضية هو في الحقيقة ردود افعال شديدة الرقة والخفة اذا ما قيست وقورنت يسنين الضغط والهوان علي هذا الشعب الذي اراه اصلح وافضل بكثير مما يريد البعض ان يصوروه؛ عموما ليس هذا ما اريد ان اناقشه هاهنا


ما اريد ان اطرحه هنا هو وجوبية ان نبدأ جميعا في التفاعل مع الواقع الجديد الذي اتت به الثورة. هذا الواقع الذي لم يعد يحتمل السلية والارتكان الي ان كل فرد منا ليس بقادر ان يغير من الحال وذلك مع اضافة قدرة البعض منا علي ان يقنعوا انفسهم علي ان اي حال ننتهي اليه ليس بالامكان احسن منه


هذا الخنوع والخضوع هو ما يجب ان نتخلص منه ونحن علي طريق الحرية التي بذلنا من اجلها الكثير والنفيس. ونحن ندخل هذه المرحلة الجديدة من حياتنا والتي بالتأكيد لم نعتدها وحرمنا منها بل ان اجيال اهالينا كانوا يرتعبون من مجرد التفكير في ممارسة مثل هذه الحقوق والحريات. واذا كانت الثورات يقودها الطبقات المتوسطة والكادحة فان تغيير  التوجهات والممارسات التي ترسخت بداخلنا عبر سنين الكبت حتي اصبحت سمة من سمات الشحصية المصرية لاجيال؛ هذا التغيير لابد ان يقوده الصفوة او النخبة او الاكثر تعليما. لم يعد يكفي ان نتغني ونتغزل في جمال ديموقراطيات امريكا وانجلترا وتركيا وحتي الهند، لابد ان يصبح هدفنا ان يكون لنا نفس الديموقراطية وان نتمتع بنفس الحرية. اذا كان وصولنا الي مصاف العالم الاول اقتصاديا هو المراد فإنه لن يتحقق دون ان نكون من دول العالم الاول سياسيا وحقوقيا وحرية
دعوتي للجميع ان يتحركوا، انضم لحزب او تكتل او مجموعة تتفق مع ما تؤمن به ولا تقل لي ان من بين الكذا واربعون حزبا الموجودين اليوم لا تجد من يعبر عنك. واذا كان هذا هو الحال فراجع نفسك لأن هنا يصبح العيب فيك اولعلك ملكي اكثر من الملك. وان استمر ترددك تذكر ان عدم مشاركتك ايجابيا وفعليا فيما يحدث في مصرنا انما سيجعلك نادما بعد سنين ان لم نصل الي ما نصبو اليه جميعا. الحراك السياسي الذي نحن مقبلين عليه يحتاج كل مصري محب لهذه البلد ان يكون ترسا في آليات هذا الحراك؛ سواء بمساهمة صغيرة او كبيرة، المهم ان تساهم وان تفخر بتلك المساهمة. وحتي ان تلخص طلبك في رغبتك ان يكون "المحور سالك" فارجوك افعل شيئا اكثر من ذكر هذا وانت مبتسما ابتسامة بعضها سخرية واغلبها مرارة. لن ينفع مرة اخري ان نتحسر علي سلبيتنا؛ هذه فرصتنا جميعا ان ننحت بسواعدنا بل الاكثر والاجدي بعقولنا وارادتنا الطريق 
الي مصر الحرية


اختم ما اريد ان اقوله بما نشره الصديق العزيز الدكتور ناصر جمال الاسبوع الماضي

الحياة فى بعض بقاع الأرض تبدو من برة بتلمع و جذابة و لذيذة
و لكن من جوة جافة و خالية من المشاعر و تزهق..ما حدش بيعبر حد

فى حين ان بقاع الدنيا اللى شكلها من برة وحش و يطفش
هتلاقى مستخبى جواها كمية مشاعر لذيذة ما يحسهاش الغريب
فيها حاجة حلوة....ايوة فيها حاجة حلوة...و هتفضل حلوة



  دعوة لأن نجعل مصرنا بتلمع من جوة ومن برة


 دعوة ان نبني معا ونشارك في الوصول الي مصر التي طالما حلمنا بها 


دعونا نصل بمصر الي بلد تكون اسباب عشقنا له منطقية دون ان نجلد الذات بسؤال: هو انا بحب فيها ايه؟


تحرك وشارك ولا تخذل مصر مرة اخري